Logo

تشاهد الآن قسم «مدونات»

أروى الكعلي تكتب: لماذا يلتزم الصحفيون/ات بمعايير مهنية وأخلاقية؟

كتب: 2

تاريخ الخبر: Fri 19 Jul 2024
يمر المحتوى الصحفي قبل النشر بمراحل مختلفة، إذ تتم معالجة الأخبار والمعلومات قبل مشاركتها مع الجمهور.
وعلى اختلاف الأشكال الصحفية، فإن الصحفيين/ات يحرصون على أن يحترم المحتوى الذي ينتجونه ضوابط ومعايير محددة.
في بعض المؤسسات الإعلامية تكون هذه الضوابط والمعايير مفصلة في الميثاق التحريري للمؤسسة وعادة تكون مستوحاة من المواثيق الدولية التي تضع ضوابط ومعايير عامة يلتزم بها الصحفيون/ات.
فمثلا يسعى الصحفيون/ات إلى التحقق من المعلومات والمحتويات الواردة في تقاريرهم، كما أنه لا يمكن للصحفيين/ات مثلا اختلاق الأخبار أو فبركتها والاعتماد على خيالهم بدل الوقائع الخالصة والمؤكدة.
وعادة ما ينجر عن ممارسات مماثلة حينما يلجأ الصحفي/ة إلى الفبركة ضرب لمصداقية المؤسسة الإعلامية وسمعتها.
  ومن المهم أن يتأكد الصحفيون/ات من أن المحتوى لا يحمل إساءة لفئة معينة من الجمهور أو لا يتضمن مثلا محتويات بصرية عنيفة أو يكشف معطيات شخصية وغيرها من المعايير والضوابط التي ندرس مدى تطبيقها في مؤشر مهنية وسائل الإعلام.
من المفترض أيضا أن يسعى الصحفيون/ات إلى إصلاح الأخطاء إذا ما تم ارتكابها ومشاركة ذلك بشفافية مع الجمهور، حتى وإن كانوا يقدمون الدقة على السرعة فإنهم يدركون أنه يمكن أن يرتكبوا أخطاء ويسعون إلى تصحيحها.
تحديات التكنولوجيا    وإذا تفحصنا التطورات التي تشهدها الصحافة، فإننا نلاحظ حضور التكنولوجيا فيها بشكل كبير، كما أن توفر أدوات النشر وتراجع تكلفتها مكّن المتلقي/ة من أن يصبح هو أيضا منتجا/ة.
  فأصبح بمقدور المواطنين/ات أن يكونوا صحفيين/ات وإن سبقوا الصحفيين/ات إلى موقع الحدث قد يكون المحتوى الذي ينتجه المستخدمون/ات في حد ذاته مصدرا للصحفيين/ات أنفسهم/ن.
ومن ثمة أصبح بإمكان أي مستخدم أن يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد نصوص وصور وفيديوهات.
ولكن مع كل تلك السهولة في إنتاج المحتوى، تأتي تحديات مثل هلوسة الذكاء الاصطناعي ومختلف الانحيازات التي يمكن رصدها في المحتويات المولدة.
كما يطرح استخدام الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية بالنسبة إلى الصحفيين.
  معايير مزدوجة   ولكن الالتزام النظري التلقائي بهذه المعايير والضوابط دون تطبيقها بشكل كامل وفي كل السياقات يعبر عن قصور لدى عدد من المؤسسات الدولية في أن تكون منصفة كل الوقت وتجاه الجميع.
فالحرب المستمرة على غزة تعد أبرز مثال على أنه يمكن غض الطرف على المعايير الكونية بسبب المصالح السياسية والأيديولوجيات ويمكن أن نرى كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية المشهود لها بالالتزام بمعايير وأخلاقيات المهنة الصحفية منحازة بشكل تام وقد تقترف من الممارسات ما يُضلل الجمهور ويُشوه الوقائع.
يقول 40%  فقط من المستجوبين في البلدان التي درسها تقرير رويترز لسنة 2024 إنهم يثقون في وسائل الإعلام.
ووسط ظواهر مثل تجنب الأخبار News َAvoidance وتنوع المصادر أمام الجمهور وخاصة منها منصات التواصل الاجتماعي في وقت يتراجع فيه الاطلاع على الأخبار على المواقع الإخبارية بشكل مستمر إضافة إلى دخول الذكاء الاصطناعي كلاعب أساسي في إنتاج المحتويات في السنوات القادمة، وتنكر مؤسسات إعلامية كبرى للمعايير التي تدافع عنها، كل ذلك يجعلنا نرى أن الحاجة لاحترام المعايير والضوابط الأخلاقية للعمل الصحفي أصبحت أكبر من أي وقت مضى.

اقرأ أيضاً

المزيد
بكر عبد الحق يكتب: من الدقة إلى الشفافية: تحديات الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار

ما تزال تجليات الثورة الرقمية للاتصال بادية في المشهد الإعلامي، وهي آخذة بالتطور يوماً بعد يوم في ظل التقنيات المستحدثة في البيئة الرقمية للإعلام، لتشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي أبرز ملامح عصر الإعلام الجديد، بعدما شكلت الميديا الجديدة عنواناً رئيسياً له خ

أروى الكعلي تكتب: لماذا يلتزم الصحفيون/ات بمعايير مهنية وأخلاقية؟

يمر المحتوى الصحفي قبل النشر بمراحل مختلفة، إذ تتم معالجة الأخبار والمعلومات قبل مشاركتها مع الجمهور. وعلى اختلاف الأشكال الصحفية، فإن الصحفيين/ات يحرصون على أن يحترم المحتوى الذي ينتجونه ضوابط ومعايير محددة. في بعض المؤسسات الإعلامية تكون هذه الضوابط وال